الرياضة والدراسة الأكاديمية - الفوزداخل الملعب وخارجه
يركز العديد من الآباء اليوم على مساعدة أطفالهم لتحقيق المزيد من الناحية الأكاديمية، فمن المؤكد أن حصول الطفل على تقرير مدرسي مليئ بالدرجات العاليا يمنح الأم والأب شعورًا بالسعادة والفخر. قد تكون مساعدة الأطفال في أداء واجباتهم أو توفير دروس خصوصية لهم، طريقة فعالة لزيادة تحصيلهم الدراسي و لكن هناك طريقة أخرى غير تقليدية ولكنها فعالة وهي إشراكهم في ممارسة الرياضة، إختر رياضة له.
العلاقة المتبادلة بين الرياضة والتحصيل الأكاديميي
أظهرت العديد من الدراسات أن الأطفال الذين يمارسون الرياضة بشكل منتظم فإن أداءهم في المدرسة يكون أفضل.
و سواءً كانوا يمثلون مدرستهم، أو يعملون على تحسين مهاراتهم من خلال التدريب في أكاديمية رياضية محلية ما، أوأنهم يمارسون الرياضة بطريقة غير رسمية، فإن الأطفال النشطين جسديًا هم على الأرجح طلاب أفضل من غيرهم.
لذا، علينا أن نفكر عن كيفية تأثير المشاركة الرياضية حقاً على الأداء الأكاديمي؟
- تساعد على تعزيز الذاكرة
إن "الحصين" أو "قرن آمون" - وهو جزء من الدماغ و يسمى أيضاً "بحصان البحر"-، هو الجزء الذي يستجيب بقوة للأنشطة البدنية. كما أثبتت العديد من التجارب التي تمت على كل من الأطفال والبالغين أن هذا الجزء من الدماغ ينمو كلما أصبح الناس أكثر لياقة.
عندما يصبح الحُصين أكبر، تزداد قدرات التعلم والذاكرة لدى الشخص أيضًا. ونتيجة لذلك، يتعلم الأفراد بشكل أسرع وأكثر كفاءة. كما أن الذاكرة تتحسن.
الرياضة والأنشطة البدنية لها تأثير إيجابي على تكوين الذاكرة أيضًا. عندما يقوم أطفالك بالنشاط الرياضي، فإنهم يساعدون عقولهم على ترميز وتخزين المعلومات بشكل أفضل. و سيكون لديهم أيضًا فرصة أسهل لاسترداد أو استدعاء هذه المعلومات لاحقًا و في وقت أقل.
- يحسن التركيز والسلوك
تظهر بعض الدراسات أن زيادة النشاط البدني يحسن موجات الدماغ والنشاط العصبي.
وهذا يعني أن المشاركة الرياضية المنتظمة يمكن أن تعززمستوى التركيز لدى الشباب بمرور الوقت. ونتيجة لذلك، يمكن أن يصبحوا أكثر كفاءة في تجاهل أية ملهيات و القيام بمهام متعددة. كما أنهم سيحتفظون بالمعلومات ويتعاملون معها بشكل أفضل في أذهانهم.
يمكن للرياضة أيضًا أن تساعد الأطفال على تحسين موقفهم تجاه المدرسة وتطوير بعض سلوكيات الدراسة الإيجابية مثل إدارة الوقت. بما أن الرياضة تعود الأطفال عن الصبر والتفاني والمرونة والصلابة، يمكنهم نقل هذه القيم إلى جوانب أخرى من حياتهم، أي داخل الفصل الدراسي وخارجه.
- يعزز الصحة النفسية
يخضع الطلاب بغض النظر عن أعمارهم، لأنواع ومستويات مختلفة من الضغط بشكل عام. الأطفال الذين يحصلون على القدر المناسب من النشاط البدني من الرياضة سيكون من السهل عليهم التعامل مع مخاوفهم المتعلقة بواجباتهم المدرسية العصيبة ومواعيدهم والتغلب عليها.
هذا لأنه ووفقًا لتقرير، فإن الأطفال النشطين جسديًا لديهم مستويات أقل من "الكورتيزول"، وهو هرمون يتم إنتاجه بسبب الإجهاد البدني والعقلي.
و لذلك فإن الأطفال الذين يمارسون تمرينًا كافيًا بانتظام لديهم أمزجة أفضل أيضًا. و ستؤثر مشاعر السعادة والتفاؤل تلك بشكل كبيرعلى عاداتهم الدراسية وأدائهم في المدرسة وتحثهم للأفضل.
حقق التوازن بين ممارسة الرياضة والتقدم الدراسي.
لتمكين تجربة أطفالك الرياضية من تقديم مزايا في أدائهم الأكاديمي، عليك مساعدتهم في إيجاد التوازن بين هذين الاثنين أولاً.
يمكنك القيام بذلك باتباع النصائح التالية:
- ساعد أطفالك على تنظيم جدول زمني للدراسة والرياضة.
سواء كان أطفالك مشتركين بالفعل في برامج رياضية أوأنهم بصدد الإنضمام إلى برنامج جديد، فإن عليك مساعدتهم على وضع جدول زمني فعال للدراسة و الرياضة.
إنهم بحاجة إلى التخطيط لوقتهم لدمج الحصص المدرسية مع وقت التمرين الرياضي. وعندما يدرجون جميع الجلسات المتوقعة في التقويم الخاص بهم، فإن ذلك سيساعدهم في تحديد متى يمكنهم أداء الواجبات المنزلية والدراسة. هناك أيضًا الكثير من التطبيقات التي تساعدهم على تخطيط يومهم بشكل جيد.
بمجرد أن يتم وضع خطة يومية أو أسبوعية بالفعل، من المهم أن تساعدهم على اتباع هذا الجدول الزمني أو تغييره حسب الأولويات.
- تشجيع الأطفال على تجنب التسويف
اجعلها عادة، أن تسأل أطفالك عما إذا كان لديهم أي واجبات منزلية أو مشاريع. وإن كانت الإجابة بنعم، فعليك تشجيعهم على إنجازها في أقرب وقت ممكن.
إغرس فيهم أهمية القيام بالمهام والمشاريع في أول فرصة بدلاً من الانتظار حتى اللحظة الأخيرة. ذكّرهم بأن سوء التخطيط سيؤدي إلى حرمانهم من القيام بالألعاب أو الممارسات أو دروس التنس للأطفال أو أشياء أخرى يجدونها أكثرمتعة.
ومع ذلك، تأكد من حصول أطفالك على وقت كاف للراحة والاسترخاء أيضًا. إن منحهم بعض المساحة للراحة الذهنية قبل أن ينخرطوا في الدراسة يتيح لهم فرصة التخلص من التوتر، وتمكنهم من التركيزأكثرعلى إكمال جميع المهام المطلوبة منهم فور البدء بها.
- التواصل والتفاعل مع أطفالك
يعد التواصل المستمر مع أطفالك، والذي يتضمن الاستماع الفعال لهم، أحد أفضل الطرق التي يمكنك من خلالها إظهاردعمك لهم. فإن ذلك يساعدهم في الحفاظ على اهتمامهم في الدراسة والرياضة وغيرها.
دع أطفالك يعرفون أنه يمكنهم إخبارك بأي شيء، بما في ذلك الصعوبات التي يواجهونها في المدرسة والرياضة التي يختارونها. وإذا كان لديك بعض التقنيات أو النصائح التي يمكنك مشاركتها مع أطفالك للتغلب على هذه التحديات، فقم بذلك.
يمكنك أيضًا أن تسألهم عن نوع الدعم أو المساعدة التي يحتاجون إليها، ومعرفة ما إذا كان بإمكانك تقديمها. يمكن أن يأتي الدعم في شكل دروس إضافية أو تغيير وقت التدريب الرياضي على سبيل المثال.
سيكتشف أطفالك بالتأكيد فوائد صحية مختلفة عندما يبدأون في ممارسة الرياضة. يمكن أن تمتد هذه الفوائد إلى أدائهم الأكاديمي أيضًا. ومع ذلك، فإنه من المهم أن تساعد أطفالك على إيجاد التوازن بين الدراسة و الرياضة لضمان تحقيق النجاح في كليهما.